تنبيه الغبي إلى نجاة والدي النبي
تنبيه الغبي إلى نجاة والدي النبي!
دفاعا عن والديه الطاهرين، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه، وقد قلتها في إحدى الدورات التدريبية لأئمة وزارة الأوقاف، ردا على إمام وهابي سامحه الله، ولا يزال الجهال أهل الجفاء والغباء؛ يسيؤون إلى حضرته صلى الله عليه وسلم في صور شتى، فكيف يلام أهل الكفر على إساءتهم إليه؟!
شعر: خادم الجناب النبوي الشريف
محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
سَعِدَ الوجودُ بمولدِ المختارِ
وبَدَتْ عليه شوارقُ الأنوارِ!
وأنا المقصَّرُ في اتِّباع سبيلِه
والمستغيثُ بغَيْثِه المِدْرارِ!
ضيَّعْتُ عمري في الذنوب وليس لي
إلا محبةُ سيِّدِ الأبرارِ!
هي عُدَّتي وذخيرتي ووسيلتي
لله كيْ يمحو بها أوزاري!
أنا لائذٌ بحِمَى جَناب المصطفى
متحصِّنًا من كل جُرْفٍ هارِ!
أنا مُغْرَمٌ بسماعِ عَذْبِ حديثِه
ومتيَّمٌ لَيْلِي به ونَهاري!
أنا قد وقفتُ عليه شِعْري كلَّهُ
فَبِه دِثاري في الهوى وشِعاري!
أنا لستُ أملك للحبيب هديةً
في يوم مولده سوى أشعاري!
أرجو بمِدْحته الوصولَ لِبَابِه
والمستقَرَّ لديه عند الدارِ!
لو أستطيعُ بذلتُ تحت تُرابِه
رُوحي له ووهبتُه أعماري!
متَّعتُ أفكاري وأشعاري به
فعسى أمتَّعُ باللقا أنظاري!
في يومِ مولدِه رأيتُ عصابةً
تؤذيه عن عمدٍ وعن إصرارِ!
وتقول: إن الوالدين كلاهما
في النار، تلك مشيئةُ الأقدارِ!
أخذوا النصوصَ على ظواهرِ شَكْلِها
وعَمى البصائرِ مِن عَمى الأبصارِ!
زعموا التسنُّنَ في ابتسارِ حديثِه
وجفاءِ عِتْرَتِه فيا لَلْعَارِ!
الغَرْبُ يرسُم للرسول إساءةً
ونردُّها بالشَّجْب والإنكارِ!
فَلِمَ التجهُّمُ والصُّراخُ وعندنا
مَنْ قد أساء إليه بالإقرارِ؟!
جرَّدْتُ سَيْفي للنِّزال ولم أَزَلْ
في حُبِّه كالفارس المِغْوارِ!
فأَبُو النبيِّ وأمُّه في مأمنٍ
يومَ القيامةِ مِنْ عذاب النارِ!
لم يَعْبُدَا صَنمًا ولا وَثنًا ولم
تَزل الطهارةُ شِيمةَ الأحرارِ!
لم يُدركا بَعْثَ الرسول فهل تَرى
هذا سوى عُذْرٍ من الأعذارِ؟!
مَنْ كان أَدْرَكَهُ ولم يُؤمنْ به
فهو الذي لم يَحْظَ باستغفارِ!
قد خَفَّفَ الرحمنُ إكرامًا له
عن عَمِّه الحامي أذى الكفارِ!
وكذا أبو لَهَبٍ لِفَرْحَتِه به
في يوم مولدِه بعِتْقِ جواري!
أفَهَلْ يَلِيقُ بِجُودِه تعذيبُ مَنْ
كانوا الوعاءَ لنُطْفَةِ المختارِ؟!
يا أمْنَ آمنةٍ بمولدِ أحمدٍ
ونجاةَ عبدِ الله مِنْ أخطارِ!
إن كان قد صحَّ الحديثُ بِغَيْرِ ذا
فاسْلُكْ به كَمسالكِ الأخيارِ!
هذا الحديثُ مُؤَوًّلٌ بِتَعارُضٍ
معَ ظاهرِ القرآنِ والأخبارِ!
( ما كان ربُّك للأنام مُعَذِّبًا
إلا بِبَعْثِ الرُّسْلِ والإنذارِ )
هذا ( ابنُ شاهينٍ ) يقول بنَسْخِه
فيما أتى في آخِرِ الآثارِ!
(أَحْيَا الإلهُ كرامةً لِنَبِيِّهِ
أبَوَيْهِ حتى آمَنَا بالباري!
قد وحَّدَاهُ وصَدَّقا برسولِه)
إياك تُنكرُ فَضْلَهُ وتُماري!
اللهُ أرضاهُ وأعطاهُ المُنَي
واختصَّهُ بالفضلِ باستمرارِ!
أفعَاجِزٌ مولاك عن إرضائِه
في والدَيْهِ عَظِيمَيِ المِقدارِ؟!
وأقلُّ ما قد قيل فيه تَوَقُّفٌ
والعلمُ فيه لعالِم الأسرارِ!
واتركْ حديثَ المصطفى لِمُرادِه
لا تُؤْذِه بالنَّشْرِ والتَّكْرارِ!
هذا هو التحقيقُ يا أهلَ النُّهَى
دَعْكُمْ مِن الجُهَّالِ والأَغْمارِ!
يا خاتمَ الرُّسْلِ الكرامِ تحيةً
مِنِّي إليك مع النَّسِيمِ السَّاري!
يا سيدي قد ذُبْتُ فيك صبابةً
فاسمحْ بِوَصْلِكَ كي تُقِيلَ عِثاري!
عَذَّبْتُ قلبي في هَواك فَكُنْ له
يومَ القيامةِ مِن عذابِ النارِ!
#الخواطر_العشماوية_