الإمام الغزالي رضي الله عنه قال
روي عن حُجَّة الإسلام الإمام الغزالي رضي الله عنه أنه قال: كنت في بداية أمري مُنكراً لأحـوال الصالحين ومقامات العارفين حتى صَحِبتُ شـيخي يوسف النساج بطوس .. فلم يزل يُصقلني بالمجاهدة وصدق التوجه إلى الله حتى حظيت بالواردات وبعض المُكاشفات فرأيت ربي فـي المنام .. فقال لي: يا أبا حامد ذَرْ عِلمُكَ ومكانتُك وجاهُك عند الناس .. وأصبح أقواماً جعلتهم فـي أرضى مُحُلُّ نظري .. وبابٌ للتقرب إليّّ .. هم الـذين باعوا الدارين بحبي .. فقلت: بعزتك إلا أذقتني بَرّدَ حُـسنُ الظن بِهم .. فقال: قد فعلت ذلك .. والمقاطع بينك وبينهم
تَشَاغُلكَ بِحُبِ الدنيا .. فاخرج منها مُختاراً قبل أن تخرج منها صَـاغِراً .. فإني قـد أفَضّتُ عليك أنواراً من جِوارِ قُدسي .. فاستيقظت فرحاً مَـسروراً وذهبتُ لرؤية شـيخي يوسف النسـاج فقصصتُ عليه رؤيتي فتبسم لِـي وقال: يا أبا
حامد هـذه ألواحُنَا فـي البِداية .. محوناهـا ولم
نَلتفت لها .. وأبشُـرك لإِن صدقت في صحبتي سَـيَكتَّحِلُ بَصَرُ بَصِيرتك بإثمد التأييّد حتى ترى العرش ومن حولهُ .. ثم لا ترضى بذلك حتى تُشَاهد مالا تدركه الأبصار .. فتصفو من كَدّرِ طَبيعتك وترقى فوق مَـا لا يدركه عقلك وتسمع الخطاب كموسى « إني أنا الله ربُك »……..
#كتاب منهاج العابدين للإمام الغزالي#